المرأة القصيرة أفضل حظا في الحصول على عريس... والإنجاب ... طوال القامة معرضون للإصابة بسرطان المثانة والقصار لأمراض القلب!
لندن الحياة - 04/09/07//
اكتشف علماء غربيون الجين الأول الذي يؤثر في طول الانسان. وقالوا ان الأشخاص الذين يملكون اثنين من جينات الطول «اتش ام جي اي 2»، عادة ما يكونون أطول بنحو سنتميتر واحد ممن يملكون اثنين من جينات القُصر. واكد فريق من الباحثين، في جامعتي هارفارد واوكسفورد ومستشفى بوسطن للاطفال، ان الاكتشاف «قد يؤدي الى فهم أفضل للعلاقة بين الطول والأمراض». وتوقعت مجلة «نيتشور جينيتيك» أن يتم اكتشاف جينات اضافية لها تأثير في عامل طول الانسان. وتبين ان المرأة القصيرة اكثر انجاباً وفرصها افضل في العثور على عريس (زوج) بسرعة قياسية.
ومنذ فترة طويلة كان العلماء يعتقدون بهذه النظرية، الا انها المرة الاولى التي يتم تأكيدها بعد اكتشاف الجينات.
ودقق فريق الباحثين في جينات خمسة آلاف مريض أوروبي أبيض تم قياس عينات من حمضهم النووي وتفاصيل طولهم ووزنهم من أجل درس مرضي القلب والسكري وتحليلهما. فوجدوا تغييراً بسيطاً في جين «اتش ام جي اي 2» الذي يؤثر في طول الشخص. كما تم التأكد من ذلك عبر البحث عن العينتين الجينيتين في 30 ألف مريض اضافي.
وتبين ان 25 في المئة من الأوروبيين البيض يحملون نسختين من جين الطول بينما تحمل نسبة مشابهة نسختين من جين القصر. واتضح ان وجود نسخة واحدة من جين الطول يضيف نصف سنتميتر الى طول الشخص بينما يضيف وجود نسختين من الجين سنتمتراً كاملاً.
وكانت أبحاث سابقة اثبتت أن جين «اتش ام جي اي 2» يلعب دوراً في النمو الانساني. وتؤدي بعض الأشكال النادرة من هذا الجين الى حدوث تغييرات مفاجئة في حجم جسم الانسان والفئران. وقد يؤدي فهم أفضل لجينات الطول الى فك ألغاز مخاطر الاصابة ببعض الأمراض.
وتفيد الاحصاءات أن الأشخاص الأطول معرضون بشكل أكبر للاصابة بسرطان المثانة والبروستات والرئة ما يشير الى امكان وجود صلة بين هذه الجينات التي تؤثر في الطول وتلك المرتبطة بالأمراض. وفي المقابل يبدو ان قصيري القامة معرضون أكثر لخطر الاصابة بأمراض القلب.
وخرج بعض العلماء البريطانيين بتفسير الاسباب الكامنة وراء كون معظم الرجال أطول في العادة من النساء. وقالوا إن الرجل الطويل أكثر جاذبية للمرأة، وهو أوفر حظاً في الانجاب مقارنة بغيره. وفي المقابل يفضل الرجال المرأة الأقصر منهم، ما قد يعني تقلص احتمالات أن يلتقي الرجال مع المرأة في الطول على امتداد عملية النشوء والتطور.
ويقول الباحث الدكتور دانييل نيتل، من الجامعة المفتوحة في بريطانيا، إن «الرجل الطويل والمرأة القصيرة مفضلان في عملية تطور الانسان عبر الازمان، بل وحتى في الحياة الحديثة، وعليه من غير المحتمل أن يختفي الفرق في الطول بين المرأة والرجل». واستنتج العلماء أحكامهم بعد درس 10 آلاف رجل ولدوا في بريطانيا في أسبوع واحد من آذار (مارس) العام 1958.
ورصد الفريق العلمي، بقيادة الدكتور نيتل، حياة هؤلاء وصحتهم وتطورهم الاجتماعي خلال مراحله المختلفة.
ولاحظ أن الرجال الاطول قامة سجلوا نسبة أقل عزوبية أو البقاء من دون اطفال، بعد عمر الاربعين.
وبينت الاحصاءات أن اي رجل بطول 183 سنتيمتراً أكثر حظاً في انجاب الاطفال من الرجل البالغ طوله 177 سنتيمتراً. لكن الحال مختلفة عند النساء ومتناقضة، إذ تزداد حظوظ المرأة في الزواج والانجاب عندما لا يتجاوز معدل طولها 162 سنتيمترا. ويبدو أن الرجل الاطول قامة أوفر حظاً في اجتذاب النساء جنسياً، وبالتالي تُفتح أمامه فرص أكبر للحصول على الشريكة المناسبة له.
ويشدد الدكتور نيتل على أن نسب نجاح الخصوبة والانجاب، عند النساء الاقصر قامة، أعلى مما هي عند الاطول، والسبب هو تأخر مواعيد ازدهار الخصوبة عند الاخيرة. إذ تصل المرأة الأقصر مرحلة البلوغ في وقت أقصر من الأطول قامة، بينما تنفق الطويلة طاقتها في النمو البدني أكثر من الخصوبة. وهناك عامل آخر، لا يعمل لصالح طويلة القامة، وهو أن حظوظها تتقلص مقارنة بالاقصر في الحصول على خيارات أوسع من الرجال بسبب تقلص فارق الطول بين الجنسين.